بعد استقبال بوتين لحفتر وتراوري.. روسيا تقدم للجزائر "مفاجأة غير سارة" أخرى بنشر مركباتها القتالية في مالي
أعطت روسيا دليلا جديدا على حالة صدام المصالح التي تعيشها مع الجزائر في القارة الإفريقية، حيث نشر "فيلق إفريقيا" شبه العسكري، الذي تديره السلطات الروسية، صورة لانتشار مركباته القتالية الشهيرة BMP-3 في مالي، تزامنا مع استمرار المعارك بين جيش هذه الأخيرة وبين متمردي "أزواد" الانفصاليين.
وبعد أيام على استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشير الليبي خليفة حفتر، ورئيس السلطة الانتقالية في بوركينا فاسو النقيب إبراهيم تراوري، عرض "فيلق إفريقيا" الروسي المعروف اختصارا بـ REK، صورة للمركبة القتالية البرية دون إشارة محددة إلى مكان تواجدها.
غير أن موقع "الدفاع العربي" المتخصص في الشأن العسكري، رجح أن تكون الصورة ملتقطة من مالي، مبرزا أن الصورة نُشرت بعد تقارير ظهرت في وقت سابق من هذا العام عن وصول قوافل عسكرية روسية إلى الدولة الواقعة في منطقة الساحل، ما يشير إلى أن هذا الفيلق، الذي تم تشكيله حديثًا، بدأ بالفعل في تعزيز أو استبدال عناصر مجموعة "فاغنر" السابقة.
وتعد مركبة BMP-3 واحدة من أبرز مركبات القتال المدرعة التي تعتمد عليها روسيا في فئة "مركبات المشاة القتالية" IFV، والتي تمثل العمود الفقري للمرافقة والدعم خلال المعارك، وتتميز بالتسليح القوي جدا مقارنة بنظيراتها الغربية.
وتحمل هذه المركبة مدفعا رئيسيا من عيار 100 ميليمتر من طراز 2A70 قادرًا على إطلاق قذائف متفجرة وكذلك صواريخ موجهة مضادة للدبابات، كما تحتوي على مدفع آلي ثانوي من عيار 30 ميليمترا، وثلاثة رشاشات رشاشة من عيار 7,62 ميليمترا، ما يوفر لها مرونة عالية في مواجهة أهداف متنوعة، من المشاة إلى المركبات الخفيفة.
المثير في الأمر أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تعيش فيه العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر العاصمة وباماكو أسوأ أيامها، منذ إسقاط طائرة مسيرة مالية داخل أراضي هذه الأخيرة، عندما كانت بصدد مطاردة مسلحين مدعومين من السلطات الجزائرية.
ومنذ 6 أبريل 2025، قررت مالي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجزائر، وتبعتها حليفتاها النيجر وبوركينافاسو، وبعد أن قررت السلطات الجزائرية الرد بإغلاق المجال الجوي في وجه الطائرات المالية، ردت باماكو بقرار مماثل، ولا يزال سحب السفراء مستمرا إلى الآن بين الجزائر من جهة، وتحالف دول الساحل الثلاثي من جهة أخرى.
تحرك روسيا في مالي، يأتي بعد أيام من استقبال الرئيس بوتين في مقر الكريملن، للمشير حفتر، قائد ما يعرف بـ"الجيش الوطني الليبي" والذي يسيطر على أجزاء واسعة من شرق ليبيا، وذلك خلال زيارته إلى موسكو التي التقى فيها أيضا بوزير الدفاع أندريه بيلوسوف وسكرتير مجلس الأمن سيرغي شويغو، ثم استقبل بوتين أيضا رئيس السلطة الانتقالية في بوركينا فاسو النقيب تراوري، وكلاهما خصمان للجزائر.
دعوة حفتر وتراوي إلى روسيا، وحضورهما احتفالات الذكرى الثمانين لعيد النصر والعرض العسكري في الساحة الحمراء، دون دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أثار استغرابا كبيرا في الجزائر برز من خلال وسائل الإعلام الموالية للسلطة، خصوصا وأن حفتر حليف وثيق أيضا للإمارات العربية المتحدة التي توترت علاقاتها أيضا بقصر المرادية، في حين أن تراوري حليف للعقيد أسيمي غويتا، الرئيس الانتقالي في مالي.




